مقدمة البابا تواضروس الثاني
البابا شنوده بحق هو مُعلم الأجيال البابا شنوده علامة واضحة في تاريخ كنيستنا القبطية وفي تاريخ وطننا مصر أيضاً،
والبابا شنوده اسمه محفور في سجل الزمن والتاريخ نظراً لحياته الطويلة وأعماله الكثيرة التي صنعها وخدم بها السيد المسيح عبر جهاد طويل ترك لنا سيرة عطرة وتراثا ثميناً وأيضاً تأثيراً كبيراً،
وصار عطر سيرته يفوح من يوم إلى يوم.
إنه كان ذو شخصية صامدة وكانت سيرته تضارع أهرامات مصر. وعُرف بألقاب كثيرة،
وفي سيرته الطويلة قدّم نموذجًا حيًا للإنسان المخلص للرب.
سيرته العطرة جعلت الصغار والكبار يحبونه ويفرحون بلقياه،
يجد فيه الأطفال روح البراءة والنقاوة، ويجد الكبار المعرفة والحكمة والتدبير الحسن. نحن جميعًا عشنا مدرسة البابا شنوده التي أسسها،
مدرسة لم تكن بورق، ولا برسوم، ولم يكن لها مكان، ولا زمان،
ولا زالت هذه المدرسة تفتح أبوابها للجميع، الكل يتعلم منها ومن هذا التراث الكبير.
البابا شنوده هو ظاهرة تجمع الكل في هذه المدرسة الجميلة.
نشكر ربنا أننا في زمن يتم فيه تسجيل العظات والأحداث،
تطبع وتنشر. ولا زالت كتب البابا شنوده تنشر وتوزع توزيعًا عاليًا.
أيضاً يتم نشر الكتب التي كتبها ولم تكن هناك فرصة لنشرها أثناء حياة قداسته،
يتم نشرها كمجموعات كتب لم تنشر قبلاً.
أيضًا التسجيلات الصوتية التي تحمل الإبتسامة الجميلة للبابا شنوده التي نفرح بها حتى اليوم وإلى أجيال وأجيال .
لا أستطيع أن أقول أنه يوجد شخص واحد مسيحي على أرض مصر أو يتكلم العربية أو أي مسيحي في دول كثيرة لم يقرأ أو يسمع عن البابا شنوده،
أيضا أخوتنا في الوطن من غير المسيحيين، كل المصريين استمعوا إلى عظات ومحاضرات وقرأوا مقالات في الجرائد والمجلات وصار معلمًا فعلًا لأجيال وأجيال .
وسيظل وسيبقى مُعلم الأجيال إلى مدى الأجيال.